السبت، 4 يناير 2014

~ وزارة الغربة (3) ~~



بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
~ الروح ~ .......................................................................الرقم / 809 
~ وزارة الغــربة ~............................................................التاريخ/ سقط سهواً 
 
 
~ إدارة الفصول الأربعة ~ 
______________________________
 
 
 
السيد المحترم / القدر 

تحية صباحية فاخرة ترضخ بين يديك .. 

أضع بين يدي حضرتكم ما سجلته الريح من إنكسارات .. وماسببه المطر من فوضى .. وماتوفر لدينا 
من ورود .. وما آلت إليه الثمار ذات مساء ... وذلك بتقرير متلعثم صادر من إدارتنا إليكم ... نوضح به 
ما ألم بدولتنا العزيزة وبالذات وزارتنا المهيبة من تقلبات جوية خلال مسيرة لم تزل .. 




 فصل الشتاء / 
لقد أدى تساقط الأمطار الغزيرة إلى إرتفاع في درجة حرارة اللهفة بين المواطنين ..مما أدى إلى ظهور علاقات حميمية جعلت الجميع 
ينعم بالدفء المتعرج نهارا والمستقيم ليلا ..وكذلك لاحظنا أن 
تصريف مياه الأمطار لم يكن بالشكل المطلوب مما أثار حفيظة المواطنين .. وجعل المدن تسبح في برك مائية طوال هذا الفصل ..
 مما أدى إلى إنزلاق البعض في شوارع الغربة متمددا على رصيف أسود .. أرهقه إنتظار من يساعده بالنهوض ..
ولازال البرد يداعب البعض بأريحية تامة .. وهم يتمرجحون على مقصلة العمر .. وقد سارت الأمور الأسرية في هذا الفصل كما يجب ..
 من حيث الإنضباط التكتيكي للعواطف .. والترفيه المحبط للآمال .. والغذاء المقنن بعدس صباحي مسائي للحفاظ على درجة الحرارة مرتفعة . 



 فصل الربيع / 
في هذا الفصل بدأت الزهور بالإنفتاح المبرمج بقدرة الكريم الودود .. وتعاطفت الورود كثيرا مع الفقراء .. 
وأصبح الشعراء لاحديث لهم إلا الورد .. ومايسببه تزاحم الجميع لإقتطافه .. 
وأمسى الورد يعيش غربة قسرية رغما عنه .. وذلك بتصرفات خارجة عن إطار العقل تمت من قبل بعض المتسلقين عاطفيا ..
الذين سببوا له تلعثم وقتي لم يفق منه حتى الآن .. ولازال حديث الورد يسير بنفس الروتين الممل .. رائحة فارهة .. وأشواك مبللة بالشوق ...
 وإنكسارات للخاطر في كل مره ... وأصبح الجميع يتفنن في شم الورود .. مما أدى إلى ولوج البعض لمستشفى الأمراض الوردية لتلقي العلاج اللازم ..
 وقد سارت الأمور بأريحية تامة من حيث تبادل الورود المزيفة مساءا .. والمكهربة نهارا ... واستمر الورد يعيش مكهربا 
بغربة لفظته خارج التاريخ ليصبح رواية وردية بلا ألوان ... وبلا رائحة . 



 فصل الصيف / 
بدأت درجة الحرارة في الإرتفاع ... مما أدى إلى غليان الجميع ودخولهم إلى مستنقعات الغربة 
والسباحة بها لتخفيف درجة الحرارة .. وأصبح الجميع يسيرون بالقليل من الملابس .. وبعضهم بلا ملابس .. 
وذلك لتتم اللفحات الهوائية على أعلى مستوى لها ... تخفيفا لدرجة حرارة الجو .. 
ولازالت العلاقات العاطفية تتم على نحو جيد .. فحرارة النبض مرتفعة .. والإتصالات تتم بشكل جيد في المناطق
 الساحلية لرطوبة المشاعر العالية .. ولازالت شهية الغربة مفتوحة لإلتهام المزيد من الطعام في ظل إنشغال الجميع بترقيع مايمكن ترقيعه .. 
وأصبح الوطن فاكهة صيفية لها مذاق يختلف عن جميع الفواكه المستوردة . 


 فصل الخريف / 
لم تزل الريح في هذا الفصل تمارس هوايتها المعتادة ... بكل أناقة هوجاء .. ولم تفلح توقعات الفلكيين الخبراء في تحديد إتجاه
 الإرهاب القادم من الرياح العاتية .. وقد تمكنت الريح من زراعة الخوف في عمق لهفة الجميع بمستقبل آمن وسلام يرضخ للمنطق المنكسر ..
وقد تساقطت جميع أوراق الأشجار .. ولفظتها الريح خارج مدارات الحلم .. ولم يتم العثور عليها حتى الآن .. ولازالت هناك شجرة قابعة
 تحت لواء الشمس تنتظر الهدوء لتتم برمجة الأمل بحنكة .. ليستمر الحديث بفوضى السلام على طراز يرضي الجميع ...
وقد حفل هذا الفصل بالعديد من الأستراتيجيات القصيرة المدى .. حيث رأتها الريح على مرمى أمل .. وأنكسرت جميعها بأناقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا . 



 وفي نهاية هذا التقرير سيدي ... نرجو منكم مراعاة مايلي ( إن أمكن ) / 

 أرجو تصريف مياه الأمطار بشكل جيد ...وصناعة الكثير من الفرو الطبيعي الوطني لحماية المساكين من برد الشتاء المذهب للعقول . 
 خفض أسعار الفائدة أثناء ترفيه الأسر الفقيرة . 
 مراعاة الذوق العام وكتابة الحقيقة بدون الخوض في عواطف لاتسمن كثيرا ولاتغني من فقر . 
 التنبية على الورد بأن يكون مستيقظا للحملات الصليبية القادمة من شعراء التسكع العاطفي . 
 على الورد ابتلاع حبوب فتح شهية .. لترجع له الرائحة التي يعرفها ولايحاول أن يطرزها على أرض الواقع . 
 متابعة علاج المرضى في مستشفى الأمراض الوردية ... وتحويل الحالات المستعصية إلى أقرب زبالة وردية ممكنة . 
 خفض أسعار المكيفات الكهربائية ...أو فتح مستنقعات أخرى للغربة لتستوعب الكثير في ظل الزيادة التي لم يتوقعها أحد
 في أعداد السكان المصابين بارتفاع درجة حرارة الغربة . 
 السفر إلى الوطن مرة أخرى . 
 لجم الريح العاتية بمقدار يجعلها تحت وطأة الكل والجميع .